ترنيمات رمضانية

موضوع: ترنيمات رمضانية الأحد أغسطس 22, 2010 5:41 pm

بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه . أما بعد

فقد هل علينا شهر رمضان المبارك بخيره وبركته ،هذه النفحة الربانية التي أرسلها الله لنا لنغتنمها ونستغلها أفضل الاستغلال حتى ننال ونحقق الهدف منها كما جاء في قوله تعالى : { يآيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } [ البقرة 183 ] .

فشهر رمضان من أفضل الشهور وأعظمها عند الله عز وجل وهو من أكبر الدلائل على محبة الله عز وجل لنا ، فلولا محبته لنا لما أرسل إلينا هذه الهدية العظيمة والتي يريد من خلالها أن يطهرنا من الذنوب والمعاصي ، كما أنه أيضا يريد أن يرفعنا بها أعلى الدرجات في الجنة ، كما أنه من خلالها يريد أن يجعلنا نسير على الطريق المستقيم الذي به ننال الفلاح في الدنيا والآخرة كما سار من قبلنا ، لذلك فقد هيأ الله عزوجل لنا الأمور كلها كي نقوم بأداء الطاعات في شهر رمضان بسهولة ويسر فمن التيسيرات التي جعلها الله عز وجل لنا في هذا الشهر أن جعل فيه الفريضة كسبعين فريضة في غيره ، وفيه الشياطين مصفدة ، وأبواب النيران مغلقة ، والأجواء كلها مهيأة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النيران . فهيا بنا نبدأ هذا الشهر الكريم ونتغنى بترنيماته ونحقق ما أراده الله عز وجل منا و نتزود من هذا الشهر الكريم بالتقوى والخشية حتى نستطيع أن نستمر ونمضي في الحياة { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب } [ البقرة 197 ]

1.الطموح :

إننا عندما نتحدث عن الطموح وتحديد الأهداف يظن الناس أننا نتحدث عن الطموح في الدنيا فقط ، وهذا خطأ فإن كان الطموح مطلوب في الدنيا فهو أشد طلبا في الآخرة لأن الدنيا فترة قصيرة نعيشها ثم نتركها ونذهب إلى الحياة الأبدية في الأخرة فهي قنطرة نعبر منها إلى الحياة الدائمة ، لذلك فالطموح في الأخرة أهم من الدنيا ، لذلك لنجعل رمضان هذا العام رمضان مملؤ بالطموح والأهداف السامية العالية التي نسعى دائما في تحقيقها .

والطموح ليس شيئا مستحدثا ولا غريبا على الإسلام والمسلمين بالعكس فهو صميم الإسلام وكان دائما النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يحث الصحابة ونحن من بعدهم على الطموح ومعالي الأمور فقد جاء عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه : ( ألا من مشمر للجنة ؟ فإن الجنة لاخطر لها .. هي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وفاكهة كثيرة نضجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبدا في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة وحبرة في حلية عالية بهية ) قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون ، قال ( قولوا إن شاء الله ) فقالوا : إن شاء الله . ( رواه ابن ماجة ) .

وهناك أمثلة كثيرة تدل على أن الطموح كان موجودا عند المسلمين الأول جميعا ومنهم خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي قال مقولته المشهورة عن نفسه قال : " إن لي نفسا تواقة ، اشتاقت يوما أن أتزوج فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها ، واشتقت أن أصير واليا على المدينة ، فصرت واليا على المدينة واشتقت أن أكون خليفة للمسلمين فصرت خليفة للمسلمين ، والأن تشتاق نفسي إلى الجنة " .

انظر أخي الكريم كيف كان الطموح عند عمر بن عبد العزيز وكيف جمع بين الطموح في الدنيا والطموح في الأخرة . فهل لنا أن نقتدي بهؤلاء الطموحين الذين ينظرون إلى معالي الأمور ويتركون سفاسفها ؟ .

2. همك ما أهمك :

مادام هناك طموح فلابد أن تكون هناك همة عالية تناطح السحاب وعزيمة قوية جبارة تذلل الصعاب ، ونحمد الله عز وجل أن شهر رمضان هو شهر الجهاد والصبر والمصابرة ، كما انه شهر النصر والإنتصارات ، فهيا بنا نعلي همتنا وننتصر على أنفسنا وعلى الدنيا وعلى شهواتنا في هذا الشهر الكريم ونجعل دائما همتنا عالية بطاعتنا وتقوانا وقربنا من الله عز وجل حتى بعد رمضان . وانظر معي أخي الكريم كيف أن السلف الصالح رضوان الله عليهم علموا بذلك وعملوا به . يقول الشهيد سيد قطب : " اعلم أنك في ميدان سباق ، والأوقات تنتهي ولا تخلد إلى الكسل ، فما فات ما فات إلا بالكسل ولا نال من نال إلا بالجد والعزم ، وإن الهمة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور " .

فاجعل دائما همتك أعلى من قمم الجبال ، واعلم أيضا أن هناك الكثير ممن ضربوا أعظم الأمثلة في علو الهمة منهم بل أولهم وأعظمهم سيد البشرية جميعا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أنه ربى أصحابه الكرام عليها فضربوا أروع الأمثلة في علو الهمة فمنهم : أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان شعلة مضيئة تضيء النور لكل من حولها فإنه بمجرد دخوله في الإسلام أسلم على يديه ستة من العشرة المبشرون بالجنة ، وكذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قيل عنه أنه إذا مشي من طريق سلك الشيطان طريقا آخر وهناك العديد من المسلمين الذين يتحلون بهمة عالية وعزيمة قوية جعلنا الله عز وجل منهم ومعهم .

همم الأحرار تحي الرمما *** نفحة الأبرار تحيي الأمما

3. هيا بنا نؤمن ساعة :

هكذا قال الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة لصاحبه ، فالصحبة الصالحة هي خير معين على طاعة الله عز وجل ولا ننسى أن شهر رمضان شهر سباق وتنافس في أعمال الطاعات والقربات لله عز وجل ، لذلك فعلى كل واحد منا أن يتخير الصحبة الصالحة التي يتنافس معها في الطاعة وذلك كما قال تعالى : { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } . [ المطففين 26 ] وقد علم السلف الصالح أهمية الصحبة الصالحة وضرورتها فقال المودودي : " إذا تخلق كل فرد في ذاته بأعلى ما يكون من الصفات الجميلة ، والأخلاق المحمودة ، بدون أن يكونوا مرتبطين بينهم ، متخلقين بالصفات الجماعية كالتناصح والتواصي بالحق والصبر ، فإنهم لا يستطيعون أبدا أن يقوموا في وجه الباطل ويقارعوه " .

وقال الشاعر :

ولا تمش إلا مع رجال قلوبهم *** تحن إلى التقوى وترتاح للذكر

4. مدارس خاصة :

هذه المدارس لابد لنا من دخولها حتى ننجح في الاختبار وننال أعلى الدرجات في هذا الشهر العظيم ، فقد دخل هذه المدارس عظماء وتخرجوا منها وهم أفضل فئة تمشي على الأرض ، هذه المدارس هي قيام الليل ، فهي مدارس عريقة في التاريخ لا يدخلها ويواظب فيها إلا المتقون ، منها تخرج المؤمنون الذين تكفلوا بنشر الدعوة على مستوى العالم كله ، ومنها تخرج أعظم العلماء والأدباء والمفكرين أمثال أحمد ابن حنبل وابن القيم الجوزي ، وابراهيم ابن أدهم والحسن البصري وغيرهم ،وقد تخرجوا من هذه المدرسة بامتياز ومراتب شرف لذلك كانوا قدوة حسنة لنا في ذلك ، وكان من قبلهم جميعا باني هذه المدرسة العظيم الذي كان يقوم من الليل حتى تتورم قدماه ولما سئل عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) .

لذلك كان دائما يحث على قيام الليل فقال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم ، ومطردة للداء عن الجسد ) .

لذلك إذا أردت أن تكون متميزا في الدنيا والآخرة فعليك بدخول هذه المدارس الخاصة التي لا يدخلها إلا العظماء والمتفوقين فقط .

5. ترنيمة رمضان :

ما أجمل ترنيمة القرآن في شهر القرآن ، فبه يتغنى الصالحين وينشد المتقين ، وينثر المؤمنين ، فقد عرفوا حقيقة القرآن فانكبوا عليه ليل نهار لا يفترون ولا يملون من قراءته وتلاوته ، وعرفوا أيضا أنه من أفضل الطرق للقرب والمحبة فاتبعوه ، وعرفوا أنه خطاب موجه لهم فآثروا أن يقرأوه ويفهموه ، وعرفوا أنه شريعة ومنهج فأصروا أن يطبقوه ويجعلوه منهج حياة ، وعرفوا أنه سبب النجاة والفوز في الدنيا والآخرة فعزموا على أن يتعلموه ويعلموه أزواجهم وأبناءهم . أما آن لنا نحن أن نعرف ما عرفوا حتى نسير على نفس النهج والطريق .

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه : " كل حرف من القرآن ينادي أنا رسول الله إليك لتعمل بي وتتعظ بمواعظي " .

يقول الشهيد سيد قطب : " إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ ، وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي ، وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم فتعالج مسائل اليوم ، وتبين الطريق إلى المستقبل ، لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل ، أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود " .

فهل لنا أن نبدأ صفحة جديد وعهد جديد مع القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك حتى نجعل من القرآن حجة لنا لا علينا وأن يكون شفيعا لنا ومؤنسا لنا في قبورنا ونذكر دائما هذه المقولة : " من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن " .

وأخيرا أرجو الله عز وجل أن يجعلنا ممن يحسن الإقبال على الله عز وجل في هذا الشهر الكريم وأن يجعلنا من عتقائه من النار آمين .

صمت<< تسلم ايدك علي الموضوع وجزاك الله كل خير ربي يعطيك العافيه

جمال تسلم يا حب

تسلم على الموضوع الجميل ده يا صمت

صمت تسلم اخى على الموضوع المميز
جعله الله فى ميزان حسناتك
تقبل مرورى البسيط